آفطوطايات....امجي الباشا.

أربعاء, 12/07/2017 - 19:57

قبل فترة ليست بكثيرة ذهب ذلك الشاب رفقة أخواله ميمما وجهه نحو ما تخفيه له اﻷيام ....
لم تكن الهجرة عن ربوع آفطوط والابتعاد عن بحره وأوديته شيئا يطاق بالنسبة للفتى ﻷن الارض بها أحباب وفيها منازل...
لكن المحافظة على الدين والفرار به كان أولى عند مشائخ ذلك الشاب.....
ورغم أن محمد البيضاوي " الباشا " وجد في الارض مراغما كثيرا وسعة ودعة في الرزق ورغدا في العيش حيث أصبح أميرا لتارودانت فإن ذلك لم ينسه ﻵفطوط وظل يتذكر صعوبة طريقه ووعورته وبؤس حياة القوم وندرة آبارهم مما جعله يحن من بئر قلبه المليء بالشوق فقال في لبير

الطف يلل نجيت لوط $ بي مبعد تكانت
واطرك لعصاب وافطوط $ وهلي من تاردوانت ......
.....
في أربعينيات القرن الماضي وبعد ما تجول في باريز وغيرها أبى اﻷمير الفتى إلا أن يأتي لقومه إذ لا خير في رجل لا يشارك أهله في خيره "فخياركم خياركم ﻷهله "
جهز الفتى اﻵفطوطي طائرته الخاصة وطارت وحطت به في المطار العسكري في أطار .
هنالك استقبله الوجهاء والشيوخ والأدباء وخصوصا من منطقة اترارزه ....
تباكى الموريتانيون نيابة عن تاردوانت إذ غادرها وفرحوا جذلا بمقدمه إليهم فقالو

تارودانت تبكي اعليك $ مشيك يحظيك انهانت
واليوم انزاد أطار بيك $ وانتكصت تارودانت ......
....
واصل الباشا مسيره بذهبه وسياراته وخيله ورجله حتى نجوع القوم في آ فطوط فأعطى وأعطى وأعطى وأعطى حتى أذهب الفقر عن القوم فقال الناس المثل الحساني الشهير الذي ورد في كتاب موسوعة اﻷمثال :
#أصل_ماه_امج_الباشا_لهل_أي.... فماذا قدم رجال آفطوط لذويهم في زيارتهم اﻷخيرة ...

#ملاحظة:يقال إن المثل ظلم الفتى اﻵفطوطي ﻷن خيره تجاوز القوم فمحطاته في أطار وبتلميت وكيفه شاهدة على ذلك .

حبيب الله الخضر